تفتح الشرطة الفرنسية تحقيقاً مع مسؤول في بلدية إحدى ضواحي باريس بشبهة ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، بحسب ما كتبت سونيفيا روز، بعد أشهر من إعلان الحكومة إجراءات جديدة لمواجهة نفوذ الجماعة داخل المؤسسات. تصف وسائل إعلام فرنسية المسؤول بكونه الذراع اليمنى لعمدة مدينة كولومب باتريك شيموفيتش، المنتمي إلى حزب الخضر اليساري.
يشير التقرير الذي نشره ذا ناشيونال إلى أن النيابة العامة في نانتير باشرت التحقيق إثر بلاغ قدّمه محافظ المنطقة ألكسندر بروجير، متضمناً شبهات “استفادة غير قانونية وغسيل أموال”، بينما داهمت الشرطة منزل المسؤول ستيفان تشوان وصادرت وثائق تخص تمويل جمعيات محلية من مقر البلدية.
إجراءات أمنية ورفض قاطع للاتهامات
صرّح عمدة كولومب لصحيفة لو باريزيان بأن الشرطة حصلت على حق الدخول إلى المكاتب وأجهزة الحاسوب والملفات، مؤكداً أن انتشارها فاجأ الجميع. نفى تشوان أي علاقة له بجماعة الإخوان، واعتبر القضية حملة لتشويه سمعته وتصويره كإسلامي من دون دليل.
يربط المحافظ بروجير شكواه بإغلاق معهد ليسن للغات، الذي درّس العربية والفرنسية والإنجليزية، بسبب مخالفة تتعلق بالسلامة من الحرائق. كشف راديو أوروبا 1 أن مدير المدرسة شغل أيضاً منصب مدير ديوان العمدة، ما أثار شكوكاً رسمية حول طبيعة العلاقة بين الجهة التعليمية والبلدية. شددت بلدية كولومب على أن الاتهامات افتقرت إلى أي دليل ملموس، مؤكدة عدم تحويل أي أموال إلى المعهد.
استراتيجية حكومية ضد نفوذ الإخوان
لدى المحافظين الفرنسيين دوراً مركزياً في تنفيذ خطة الرئيس إيمانويل ماكرون لمواجهة ما تصفه الدولة بنفوذ الإخوان داخل المؤسسات. تشجع السلطات هؤلاء المسؤولين على الإبلاغ عن أي اشتباه باستخدام الأموال العامة لدعم مبادرات قاعدية، خصوصاً في الأنشطة الشبابية والرياضية. تخضع مدارس اللغة العربية وتعليم القرآن لمراقبة مكثفة، وأمرت السلطات بإغلاق بعضها تحت ذريعة مخالفة القوانين.
وصف تقرير رسمي حديث صادر بأمر من وزارة الداخلية الجماعة بأنها تقوض قيم التماسك الوطني الفرنسي، ما فتح باب الجدل السياسي حول العلاقة بين اليسار والجماعات الإسلامية.
جدل سياسي وانقسام حاد
اتهمت قوى يمينية وأقصى اليمين أحزاباً يسارية بالتعاطف مع ما تسميه “الإسلامويسارية”. وافق البرلمان، بدعم من كتلة النهضة الوسطية التابعة لماكرون، على تشكيل لجنة تحقيق اقترحها السياسي لوران فوكييه، بهدف فحص الروابط بين أحزاب سياسية وجماعات تنشر أيديولوجيا إسلامية متطرفة، مع تركيز خاص على حزب فرنسا الأبية المعارض.
رفضت قيادات اليسار هذه الاتهامات بقوة. نقل منسق فرنسا الأبية مانويل بومبار تصريحاً لمسؤول في استخبارات شرطة باريس هيوج بريك، أكد فيه ضعف الروابط بين الجماعة ذات الجذور المصرية واليسار المتطرف المعاصر.
يعكس هذا الملف تصاعد التوتر في فرنسا بين مقتضيات الأمن وحرية العمل السياسي والمدني، وسط بيئة مشحونة بالنقاشات حول الهوية والعلمانية ودور الدين في المجال العام.
https://www.thenationalnews.com/news/europe/2025/11/21/france-investigates-paris-official-over-alleged-muslim-brotherhood-links/

